قدمتُ للنساء استسلامي
و بعتُ في سوقِ اليأس أحلامي
و عملتُ مقاولا في ورشةِ الكلماتِ
و العمالُ أوراقي و أقلامي
و رأسُ مالي يا حبيبتي
محبتنا
و ضحكتنا
و ما أحياهُ معكِ في أيامي
-----
قدمتُ للنساء تنازلي
عن كلّ دولةٍ و عاصمةٍ
و عن كل جبلٍ و بحرٍ في خريطتي
و قسّمتُ بينهنَّ بلادَ مشاعري
و أموالي و كنوزي
و أدخلتهنَّ شباكَ الهوى على طريقتي
فملكتهنَّ و تسيّدتُ عليهنَّ
و صرتُ كلّ شيءٍ في الدنيا لَهُنَّ
فما تمكنت إحداهنَّ
يوماً من هزيمتي
حتّى قدّر اللهُ ما قدّرْ
ما لم يكن في الحسبانِ بل ما هوَ أخطرْ
"أن تكوني أنتِ حبيبتي!"
-----
أكثَرَ الشعراءُ من الدولِ
و من الهمساتِ في الآذانِ
و من تبادلِ القُبَلِ
أنا مختلفٌ آنستي
فأنا وادٍ سحيقٌ بينَ الجبلِ و الجبلِ
أنا طريقٌ طويلٌ
و سفرٌ شاقٌ
و إبحارٌ في الدموعِ و في المُقَلِ
عليكِ - يا آنستي- أن تتعبي كثيراً
و أن تفكري كثيراً
و أن تعرفيني جيّداً
كي تَصِلي
-----
يا نساءَ الكونِ أنا أقولُ
سيزولُ كل ما في الكونٍ
صدقاً سيزولُ
و لن يعودَ لقطراتِ المطرِ
و لحبيبات الثلجِ
في أي شهرٍ من شهور السنةِ هطولُ
فإننا نعرف حالَ الدنيا
و نعرفُ إلامَ تؤولُ
و لكنَّ الحبَّ شيءٌ عجيبٌ
و البحثٌ فيه أمرٌ غريبٌ
فلا بدايةٌ معروفةٌ
ولا نهايةٌ معروفةٌ
فَطريقُ الحبِّ يا نساءَ الدنيا
مجهولٌ مجهولٌ مجهولُ
-----
"جورج غسق"