في مدينتنا الحبّ انقلابٌ
ما حلّلهُ دينٌ أو نبيٌّ أو كتابٌ
إن دخلتهُ عذّبكَ قومكَ
إن ابتعدتَ عنه
نمتَ و على شفتيكَ عذابٌ
*****
في مدينتا الحبّ مخدراتْ
فاحذر من الإدمانْ
الدخول فيه عقابه عشرُ مؤبداتْ
تقضيها –في مدينتنا- خلف القضبانْ
فجريمة أنك عاشقٌ للفتياتْ
و جريمة اكبر أنك إنسانْ
*****
في مدينتنا آلات تفريخ
و تنظيف، و تسلية
هي النساءْ
و في مدينتنا أبطالٌ
أبدعوا في قتلهن
و حكمهن، و كبتهن
و منعوا عنهن رحمة السماءْ
*****
في مدينتنا رجالٌ كبارٌ و صغارٌ
الطفلُ فيهم – قبل الشيخ- أصابهُ الخَرَفْ
يعذبون زينب و عفاف و سلمى
و يقتلون ليلى و سلوى
و يشيعونَ في نفوسِ بناتِ بلدي القَرَفْ
و إن قالت يوماً –رغما عنها- لا
و إن قالت يوماً – دون أن تقصد- لا
تكونُ النتيجةُ:
جريمةُ شَرَفْ
*****
في مدينتنا الحبُّ ممنوع و ممنوع و ممنوعْ
و الزواج على الله و العتب مرفوعْ
فإن قالت الفتاة لرجل خطبها (نعم)
و لا بد من التأكيد : رغماً عنها
فلا يحقّ لها الرجوعْ
بل عليها لكي تحيا
أن تطعم الرجل حين يجوعْ
أن تكونَ وجبةً جاهزة
عند الطلب و مهما كان الوقت
لذلك الوغد المفجوعْ
*****
في مدينتنا نضع المرأة في زجاجةْ
فتعيش لكل تطبخ و تنظف و تخدم
و لكي تكونَ دجاجةْ!
و حين تهرم
و يصبح فراش الموت مسكنها
لا يعود لها حاجةْ
*****
في مدينتنا شوارع بنوعين:
نوع لتسير عليه السيارات
و نوع لتسير عليه أيادي الأبطالْ!
أما الأول فهو لمراكب الحديدْ
و أما الثاني فهو محدّدٌ
و منمّقٌ،
و مزروع على جانبيه آلام النساءْ
لكي يمرّ عليه الرجالْ
*****
في مدينتنا إن أحببتَ
فأنتَ حقيرْ
إن عشقت
فأنتَ –بلا شك- خطيرْ
و إن قلت لفتاة: أحبّكِ
فإنكَ، و بلا شك أيضاً
قد قلتَ الكثيرْ
فمن الأفضل يا عزيزي العاشق
أن تقولَ ما يقبله العقل
و ما هو مسموع في البلاد
ذلك الصوت الجميل
الذي يقولون له في مدينتنا الشخيرْ!!