منتدى المواهب الشبابية المسيحية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى المواهب الشبابية المسيحية

موقع مسيحي، شبابي، مواهب، ابداع، جوائز، مسابقات
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 اثنان يسمعان الموسيقى: جورج أبو الدنين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
GAD
المدير العام
GAD


عدد الرسائل : 198
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 28/07/2008

اثنان يسمعان الموسيقى: جورج أبو الدنين Empty
مُساهمةموضوع: اثنان يسمعان الموسيقى: جورج أبو الدنين   اثنان يسمعان الموسيقى: جورج أبو الدنين Icon_minitimeالإثنين أغسطس 11, 2008 11:48 pm

جلس اثنان يستمعان للموسيقى، فسمعا لحنا جميلا من إحدى السيمفونيات الخالدة، الأول منهما نصت لهذه الموسيقى و انتقل إلى أعماقه، إلى الذات في داخله، و بدأ يتموّج و يتمتم مع الموسيقى و يترنم، فكأنه عصفور يغرد على غصن من أغصان شجرة الأحلام، يقفز من غصن إلى غصن لاقطا ثمار النغمات، و يتمايل هنا و هناك كأنه أغصان شجرة ترقص مع النسيم على لحن الربيع الجميل، و وجهه مليء بالبهجة و الفرح كزهرة حمراء تفتحت في حديقة السعادة، و بقي على هذه الحال و الاسطوانة تبعث اللحن الجميل في أنحاء الغرفة كأنها حسناء تترنم بأغاني التراث على البئر....

أما صديقه، فقد نظر إلى اللاشيء، و شرد ذهنه إلى حبيبته التي لا نصيب له فيها، فارتعش جسده، و ملأت الكآبة صدره فكأنما هو رجل كهل يحمل كيسا ضخما من الطحين ولا يقوى عليه، و بدأت الدموع تتهاطل من مقلتيه كالساقية في وسط جبل، و شفتاه ترتجفان ارتجاف رجل ينام في كومة من الجليد، و يضغط على شفتيه بأسنانه كامرأة تصارع المخاض، و يتذكر ضحكتها و ابتسامتها، فيبتسم ابتسامة كالعلقم، ممزوجة بالدموع المالحة، يفرح لأنه عاش تلك الأيام و يبكي لفقدانها، كأم ثكلى تعيش بين ذكريات ابنها الذي لم يتم صباه حتى انتزعه الموت من بين يديها، و يتأمل و يبكي حتى لمعت دموعه حين تلتقي بشعاع الشموع كبلّور شفاف يسحر العيون، و لكنه في الوقت ذاته هادئ، كالجبل الذي مرت عليه آلاف السنين من هيجان الطبيعة و لم يتحرك، بقي صامتا كجبابرة عادوا من حرب بقاء، بقي ثابتا في مكانه كأنما هو صنم من أصنام قريش، و لا يتحرك فيه إلا دموعه و شفتاه.

أما في داخله، فكل شيء يتحرك، تلك النار التي تحرق قلبه، و تذكره بالفتاة التي أحبها قلبه، بل توحّد فيها و عشقها، تلك الفتاة التي كانت التربة التي نما فيها حبه للحياة، فرحلت عنه و بات غصنا جافا ينتظر أن يحرق ليستدفئ به الناس. في داخله صراع قوي بين متعة الحب و عذابه، بين ابتسامة الفرح بالماضي و دمعة ألم الحاضر، و حين امتزجت المتعة بالعذاب، و الابتسامة بالدمعة، أي مرارة شعر!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://shbab.forumotions.net
 
اثنان يسمعان الموسيقى: جورج أبو الدنين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المواهب الشبابية المسيحية :: الإبداعات الشخصية :: القصة القصيرة والراوية-
انتقل الى: