أَلاِفْتِخَارُ بِعلامَةِ الصَّليب
لا نَخْجَلْ إذن مِنَ الاعْتِرافِ بالمَصْلوب، وَلْنَرْسُمْ عَلامَةَ الصَّليبِ بِصَراحَةٍ على جِباهِنا وعلى كُلِّ شيء: على الخُبْزِ الَّذي نَأْكُلُهُ، وعلى الكَأْسِ الَّتي نَشْرَبُها، في دُخولِنا وخُرُجِنا، في رُقادِنا ويَقظَتِنا، سَوآءٌ كُنَّا نَسيرُ في الطَّريقِ أو نَستَريح. انَّها أَداةٌ قَوِيَّةٌ لِلْوِقايَةِ مِنَ الأَذى، مَجَّانِيَّةٌ لِلفُقَرآءِ وغَيْرُ مُتْعِبَةِ لِلمَرْضىَ. انَّها نِعمَةٌ مِنْ عِنْدِ الله: عَلامَةٌ لِلمُؤمِنينَ وهَلَعٌ لِلشَّياطين، لأنَّهُ جَرَّدَهم مِنْ سُلطانِهمْ وشَهَّرَهم، اذْ سَيَّرَهُم في مَوكِبِهِ الظاَّفِر، عنْدَما يَرَوْنَ الصَّليبَ يَتَذَكَّرون المَصْلوب، فيَرْتَعِدونَ مِنْ ذاكَ الَّذي سَحَقَ رأْسَ التِّنِّين. لا تَحْتَقِرْ هذِهِ العَلامةَ لأنَّها مَجَّانِيَّة، بَلْ أَكْرمْ بِسَبَبِها الرَّبَّ المُحسِن.